الرياضة لم تعالج ابني - بلد نيوز

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرياضة لم تعالج ابني - بلد نيوز, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 11:53 مساءً

يعتقد بعض الوالدين أن ممارسة الأبناء الرياضة تكفي لمواجهة زيادة أوزانهم أو على الأقل عدم الوصول إلى مرحلة السمنة وما يترتب عليها من مضاعفات كثيرة.

يسأل أحد الآباء الأعزاء: لماذا وزن ابني البالغ من العمر 15 عاما لم يتراجع رغم ممارسته الرياضة، فوضعه كما هو، فأين يكمن الخلل يا دكتور؟

ما طرحه الأب العزيز قد لا يكون مشكلة فردية يواجهها طفل واحد بل قد تشمل أطفالا آخرين يعانون من الإشكالية نفسها، والواقع أن هناك بعض الأسباب وراء بقاء الوزن كما هو عليه دون إنقاص أستهلها بالنظام الغذائي، فمهما مارس الطفل الرياضة واستمر في اتباع النمط غير الصحي من حيث تناول الأطعمة غير الصحية فهنا يكون تأثير الرياضة بطيئا وغير مفيد، فعلى سبيل المثال إذا كانت وجبات الطفل الثلاث تتضمن الأطعمة السريعة (الفاست فوود) على مدار اليوم فهنا يكتسب الجسم يوميا كميات عالية من الدهون والسعرات الحرارية، فخسارة الجسم للوزن تعتمد على أن يحرق الشخص من السعرات أكثر مما يستهلك، فالأمر لا يتعلق بالوقت، ولكن بمقدار النقص في السعرات الحرارية الذي يضطر الجسم لحرقه من الشحوم، فالتحكم في الطعام يعتبر الوسيلة المثلى لفقدان الوزن، ويجب أن يكون ذلك ضمن نظام غذائي صحي يزود الفرد بكل ما يحتاجه من كربوهيدرات وبروتين ودهون وفيتامينات ومعادن، مع ممارسة الرياضة، لتقليل خسارة العضلات خلال الحمية، وهنا قد يتساءل البعض: هل يثبت الوزن عند ممارسة الرياضة؟

الجواب: هذا يعتمد على توازن الطاقة، إذ يجب أن يكون مجموع ما يأكله الشخص من سعرات حرارية مساويا لما يحرقه في نشاطه اليومي والتمرين، فإذا كان الفرد يتمرن ويتناول الكثير من الطعام الدسم، وكان مجموع السعرات أكثر من الحاجة اليومية، فسيبقى الوزن على ما هو عليه ولا يستبعد أن يزداد مع استمرار بقاء النمط غير الصحي.

أما الأمر الآخر فهو مرتبط بنوع الرياضة التي يمارسها الطفل، فقد تكون رياضته غير مجدية في تخسيس وزنه أو غير مناسبة لوضعه الصحي، إذ يجب أن تكون الاستفادة من الرياضة كبيرة ومفيدة جدا، فالرياضة تحرق ما يتراوح بين 10 - 30% من معدل السعرات الحرارية التي تحرق يوميا، ويحدد هذا المعدل بناء على معدل الأيض الأساسي الخاص بالشخص، الطاقة المستخدمة خلال أي نوع من النشاط البدني، الطاقة اللازمة لهضم الطعام، إذ يمثل معدل الأيض الأساسي للشخص الواحد ما يعادل 60 أو 80% من معدل السعرات التي يحرقها الجسم يوميا، بينما تمثل الطاقة اللازمة لهضم الطعام ما يقارب 10%، بينما لا يحظى النشاط البدني بالكثير من مجموع هذه السعرات، ولا يتجاوز نسبة 30%، ولذا من أجل تحقيق نتائج أفضل من ممارسة الرياضة يجب تجنب أو الحد من تناول الوجبات السريعة والاهتمام بتناول الأطعمة الصحية وبكميات معتدلة التي تفيد الجسم مع الحرص على تناول حصص من الفواكه والخضراوات يوميا.

ومن الأمور المهمة أيضا مدة ممارسة الرياضة، فليس من المعقول أن يمارس الطفل رياضة لمدة عشر دقائق ويتناول يوميا كل ما لذ وطاب من الدهون والسعرات الحرارية، فهنا قد تكون استفادته من الرياضة ضعيفة، لأن كميات الدهون والسعرات الحرارية أصبحت أعلى من معدل الحرق، كما أن أي كمية من السعرات الحرارية الزائدة التي يتناولها الفرد تتحول إلى دهون، لذلك فإن استهلاك سعرات حرارية أكثر مما يحتاجه لتوفير الوقود لأنشطة التمثيل الغذائي اليومية يؤدي إلى تخزين الدهون الزائدة تحت الجلد، وهنا تكمن النصيحة باختيار التمارين الرياضية التي تساعد على تحريك مناطق الجسم كافة للتأكد من تعزيز الحرق بمختلف المناطق مثل: الجري، ركوب الدراجات، كرة القدم، كما ينصح بالجمع بين التمارين المختلفة لتعزيز صحة الجسم بشكل عام والحفاظ على تناسقه.

الخلاصة: من كل ما سبق تتضح أهمية ربط الرياضة بالنمط الغذائي الصحي، فزيادة استهلاك أطعمة الفاست فوود ذات الدهون والسعرات الحرارية العالية وممارسة أي نشاط رياضي قد تكون نتائجه غير مجدية، ومن المهم لخسارة الوزن الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، الحد من الأطعمة المصنعة والسكريات، تجنب المشروبات الغازية، ممارسة الرياضة التي تساعد على تحريك مناطق الجسم كافة للتأكد من تعزيز الحرق بمختلف المناطق، على أن لا تقل فترة الرياضة عن نصف ساعة يوميا، وفي حال عدم القدرة أو فشل نظام تخسيس الوزن المتبع بالرياضة والغذاء فهنا ينصح بمراجعة الطبيب المتخصص لدراسة حالة الطفل ووضع برنامج علاجي يساعده على خسارة الوزن والتمتع بجودة الحياة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق