حققت جولة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بمنطقة خان الخليلي في القاهرة، أصداء عالمية واسعة، نظراً لحفاوة الاستقبال الشعبي الذي لقاه الرئيسان بين المصريين.
وتجول السيسي وماكرون في شوارع خان الخليلي، أحد أكثر الأماكن السياحية عراقة في منطقة القاهرة القديمة، واصطف أصحاب المتاجر لمصافحتهما حاملين هواتف لالتقاط الصور، وتوثيق الزيارة الاستثنائية، وكان الرئيس المصري يشرح لنظيره الفرنسي مدى أهمية المكان، والثقافات المختلفة التي عاشت به.
وانتهت الجولة السياحية بتوجه الرئيسان إلى مطعم «نجيب محفوظ» لتناول وجبة العشاء، في تجربة عبر ماكرون عن سعادته بها، عبر حسابه على منصة إكس، حيث نشر مقطع فيديو للقطات من جولته، وكتب مُعلقاً: «شكراً للرئيس عبد الفتاح السيسي وللشعب المصري على هذا الاستقبال الحار، هذه الحماسة، وهذه الأعلام، وهذه الطاقة التي تليق بخان الخليلي: تحية نابضة للصداقة التي تجمع بين مصر وفرنسا».
واختار ماكرون لمقطع الفيديو، أغنية «حلوة يا بلدي» للمطربة المصرية الراحلة داليدا، التي حظت بمسيرة فنية ناجحة في فرنسا، وتلقى آلاف التعليقات من المصريين على منشوره المكتوب باللغة العربية، للتعبير عن ترحيبهم بزيارته إلى القاهرة.
وحرص الرئيس الفرنسي خلال جولته في القاهرة، على القيام بجولة خاصة في المتحف المصري الكبير، والذي سيتم افتتاحه رسميا في 3 يوليو/ تموز المقبل، بعد أكثر من عقدين من إطلاق المشروع. يقع المتحف الجديد في ظل أهرامات الجيزة، وسيعرض 100 ألف قطعة أثرية، من ضمنها كنوز مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة.

سبب زيارة ماكرون إلى مصر

أصدر السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية بياناً أوضح خلاله أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيستقبل ماكرون، الاثنين، بقصر الاتحادية، في إطار زيارة رسمية رفيعة المستوى يقوم بها الرئيس الفرنسي إلى مصر.
وأكد البيان أن الرئيسين سيعقدان لقاءً ثنائياً تعقبه جلسة مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، ثم يتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، على أن يلي ذلك عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين السيسي وماكرون.
وصرح السفير محمد الشناوى، أنه عقب القمة المصرية-الفرنسية، ستُعقد قمة ثلاثية مصرية أردنية فرنسية، بمشاركة الرئيس السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تهدف القمة الثلاثية إلى مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية، بما في ذلك الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية.

العريش إحدى محطات ماكرون

وبحسب بيان الإليزيه، سيتوجه ماكرون الثلاثاء إلى العريش التي تبعد 50 كيلومتراً من معبر رفح. وتعد العريش قاعدة خلفية لجمع المساعدات بغية إدخالها إلى غزة من معبر رفح. ومن العريش سيؤكد ماكرون ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان سلامة سكان القطاع «والتزام فرنسا استكمال دعمها الإنساني لسكان غزة»، بحسب بيان الإليزيه.
كما يلتقي ماكرون في العريش أفراد طواقم منظمات فرنسية وأممية غير حكومية والهلال الأحمر المصري. كما يُرجح أن يلتقي مسؤولين فلسطينيين.
وعلى مستوى العلاقات المصرية الفرنسية، من المقرر أن يشهد الرئيسان توقيع اتفاقات عدة في قطاعات التعليم والنقل والطاقة المتجددة.
ويشهد ماكرون خلال الزيارة عرضاً حول الحرم الجديد للجامعة الفرنسية بمصر، كما يزور الخط الجديد لمترو الأنفاق الذي تشغله شركة RATP الفرنسية.