وطن أطفأت الحكومة نوره ..
ملف الكهرباء أحد الملفات التي تظهر مدى عجز الحكومة وفشلها الذريع وغياب رؤيتها في تلبية احتياجات المواطنين الأساسية.
على الرغم من الوعود السابقة والمتكررة والاستعراض يوميا بالإصلاحات والإجراءات التي من شأنها تحسين منظومة الكهرباء وتشغيلها، ما زالت الانقطاعات طويلة ومتكررة حتى اظلمت حياة الناس في زمن يضيء به العالم ليلهم كالنهار، ليكشف لنا هذا الملف بكل وضوح عن خلل كبير في الإدارة والتخطيط والاهتمام، وكذا التقصير الكبير من الحكومة والمسؤولين.
المواطنون اليوم يعيشون يومهم في قلق دائم بسبب أزمة انقطاع الكهرباء خاصة في فصل الصيف الذي يحول البيوت إلى أفران خانقة خصوصا في المناطق الساحلية لأنها شديدة الرطوبة، وكذا الاطفال وكبار السن لا يستطيعون النوم، والطلاب عاجزون عن مراجعة الامتحانات الدراسية في هذه الأوضاع المأساوية، والمرضى يتألمون في صمت داخل منازلهم بلا تبريد ولا تهوية، وأصحاب المحلات التجارية والمصانع يتكبدوا خسائر مالية فادحة بسبب توقف اعمالهم و تعطيلها بسبب انقطاع الكهرباء و إنعدامها.
و الأسوأ من ذلك أن المواطن البسيط اصبح مضطرا لدفع اموال إضافية لتوفير بدائل عن الكهرباء في الوقت الذي يعاني فيه من ضيق العيش بسبب انقطاع المرتبات وانعدام مصادر الدخل في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة والانهيار المتواصل للعملة المحلية بشكل جنوني ومخيف.
فصمت الحكومة اليوم وفشلها يتحول إلى عبء مضاعف على الناس وحياتهم، ويكشف عن غياب الرؤية والإرادة لإصلاح الخدمات و القطاعات الحيوية ومعالجة القضايا الهامة والمهمة التي تمس الوطن والمواطن.
كما ان استمرار هذا الوضع ليس مجرد تقصير فني او إداري، بل هو إهمال يمس كرامة الإنسان وحقه في العيش والتي تعتبر ابسط حقوقه كمواطن بالحد الأدنى.
والمطلوب اليوم ليس وعودا جديدة بل خطوات عملية واضحة عاجلة تضع حدا لمعاناة الناس لتعيد الثقة بدور الدولة والحكومة.
وضاح الشرفي ..
0 تعليق