رواد صناعة الإعلان في السعودية: أكثر من مجرد الوفاء لهم - بلد نيوز

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رواد صناعة الإعلان في السعودية: أكثر من مجرد الوفاء لهم - بلد نيوز, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 12:13 صباحاً

من الأمثال الشعبية الشهيرة - والأمثال ليست مجرد صدى السنين كما يُقال عادة - بل هي خلاصة حكمة وخبرة الشعوب والثقافات والأمم. ومن هذه الأمثال «اللي ما له أول ما له تالي». في كل مهنة وكل مجال، سواء في شقه العلمي النظري أو العملي المهاري، يتصدر الرواد المبدعون المشهد في كل صنعة أو مهنة منذ بداياتها، وينقلونها من شغف الهواية إلى مراتب الاحتراف.

غالبا ما يبدأ الرواد بإتاحة الفرص وتمهيد السبل للأجيال المتعاقبة، سواء لمن كانوا معهم أو من يأتون بعدهم. يقومون بتذليل الصعوبات والتعامل مع أبرز التحديات، ويتصدون للعديد من المخاطر في المراحل الأولى، لينالوا بذلك شرف الريادة والأولوية في مجالاتهم. هناك فرق كبير بين الرواد أنفسهم ومن عاصر أو حضر تلك الفترات كممارس أو شاهد عيان. لذا، تهتم كل المجالات بإبراز روادها وتكريمهم اعترافا بفضلهم.

في المجال الأكاديمي، قد تبدو الأمور أكثر تنظيما، سواء من حيث مراحل الدراسة والشهادات المعتمدة أو الترقيات. أما في المجال العملي، فقد تكون الأمور أقل تنظيما، خاصة فيما يتعلق بالتدرج الوظيفي. وتجدر الإشارة إلى وجود فرق بين الرئيس والمرؤوس والمدير والقائد في العمل، ليس فقط من حيث البيئة الداخلية وإنما أيضا من حيث البيئة المحيطة.

أولا: صناعة الإعلان

عند الحديث عن صناعة الإعلان، نجد أنها الرديف الخصب الذي لا ينضب لصناعة الإعلام. عندما نتحدث عن الصناعة، فإن الحديث يتلخص في إيجاد أو استحداث منتج جديد من مزج عدة عناصر أولية، وليس مجرد التجارة بهذا المنتج. وغالبا ما يُذكر رواد صناعة الإعلان في فعاليات متخصصة وبشكل أقل من المطلوب، رغم أهمية هذا المجال في اقتصاديات الدول. ويبدو أن ما يذكره المثل الشعبي «باب النجار دائما مخلع» ينطبق على حال رواد صناعة الإعلان في معظم البلاد العربية، باستثناء بعض الدول أحيانا مثل لبنان والإمارات ومصر.

ثانيا: رواد صناعة الإعلان في السعودية

قبل أن نتحدث عن رواد صناعة الإعلان في السعودية بشكل خاص، من الضروري التنويه بعدة بديهيات:

1- صناعة الإعلان من الصناعات الحديثة التي ازدهرت بعد الكساد العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، وتجاوزت قيمتها تريليون دولار أمريكي في 2025 م.

2- عرف العالم العربي صناعة الإعلان بشكل مميز في مصر منذ الأربعينات والخمسينات على يد الدكتور السيد أبو النجا، وفيما بعد في لبنان عن طريق فؤاد فرعون في نهاية الخمسينات، رغم أنه قد بدأ منذ بداية الثلاثينات من القرن الماضي.

3- تعتبر السعودية من أكبر الأسواق العربية اقتصاديا وتجاريا وإعلاميا وإعلانيا، وتتميز بأكبر الاستثمارات في مجال الإعلام، مما ساهم في دعم السوق الإعلاني السعودي بشكل خاص.

4- من المهم التعرف على أبرز الرواد السعوديين في صناعة الإعلان وفقا لرؤية 2030م، وذلك كأساس ممتد عبر الأجيال منذ أكثر من نصف قرن من الزمن، ويتوقع المزيد في المستقبل.

5- أزعم أنني عاصرت البدايات الأولى لصناعة الإعلان في السعودية، سواء كطالب أو دارس أو باحث أو ممارس أكاديمي ومهني، نحو قرابة خمسة عقود من الزمن، أي منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي.

ثالثا: العناصر الأساسية لصناعة الإعلان

تعتمد صناعة الإعلان على ثلاثة عناصر رئيسة تمثل أضلاعها الأساسية الثلاثة، وهي المحرك الرئيس لهذه الصناعة في جميع دول العالم:

1 - المعلن: مالك المنتج (سلعة أو خدمة أو فكرة) والممول الرئيس للحملة الإعلانية والترويجية والتسويقية وصولا إلى المستهلك المستهدف في الوقت الحالي أو المرتقب.

2 - الوكالة الإعلانية: مالكة الخدمات الإبداعية التسويقية والترويجية والإعلانية التي تقدم خدماتها للمعلن عبر الوسائل الإعلانية المتاحة.

3 - الوسيلة الإعلانية: مالكة المحتوى الإعلامي والوسيلة الواصلة للجماهير، والتي تتيح جزءا من مساحاتها المكانية والزمانية لوصول المحتوى الإعلاني للجمهور المستهدف.

رابعا: تنويه وتحذير لا بد منه

مع كامل الاحترام والتقدير لرجال الأعمال كافة في مجالات الاستثمار المختلفة، سواء في الصناعة أو التجارة أو الإعلام أو الإعلان، فإن رواد صناعة الإعلان ما هم إلا نخبة مميزة غير حصرية، تقاطعت اهتماماتهم بالمجالات الأربعة المذكورة بشكل واضح وجلي، وأثروا وأثّروا في صناعة الإعلان تحديدا خارج إطار مؤسساتهم فقط في السوق السعودية منذ بدايات توهجه الأولى. لذا، برزوا دون غيرهم في فترة الريادة زمنيا، وهم في المجمل كالتالي، مع حفظ الألقاب للجميع بكل تأكيد.

خامسا: نخبة من رواد صناعة الإعلان في السعودية

1 - أبرز الرواد السعوديين من المعلنين: مثل مجموعات وشركات التجارية والصناعية والخدمات مثل: أبو داود، بن زقر، قزاز، جميل، الجفالي، الجميح، البنك الأهلي، الخطوط السعودية، بنك الرياض، وغيرهم من كبار المعلنين منذ بداية السبعينات في القرن الماضي.

2 - أبرز الرواد السعوديين من أصحاب ورؤساء الشركات أو الوكالات الإعلانية مثل: محمد صلاح الدين، محمد سعيد طيب، عبدالإله محمد الخريجي، طلال طه ضليمي، بخيت محمد الحماد، مؤسس نزار أحمد العربي، خالد السرا، بدر المحيسن، علي محمد الرابغي، مؤسس عبدالله العثمان، محمد باحص، أحمد الفاروقي، عبدالباسط جنيد، عبدالله باجسير وغيرهم من كبار مؤسسي وملاك الوكالات الإعلانية منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي.

3 - أبرز الرواد السعوديين من ملاك ومستثمري ورؤساء وممثلي الوسائل الإعلامية مثل: علي حسين شبكشي، هشام، محمد علي حافظ، أحمد بن سلمان آل سعود، صالح عبدالله كامل، الوليد بن إبراهيم آل إبراهيم، الوليد بن طلال آل سعود، محمد الأمين فال، غازي عبدالعزيز جميل، وليد جميل قطان، وغيرهم من كبار الوسائل الإعلامية والإعلانية معا، وليس فقط إعلامية منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي.

قبل أن أختتم هذا المقال، أؤكد أن القصد من ذكر هؤلاء الرواد ليس فقط الوفاء لهم، بل لتحريك بحيرة النسيان ودعم استمرارية الجهود التي بذلت ومواصلتها بنجاحات متميزة أكبر بإذن الله. وأعتذر عن أي سهو أو نسيان غير مقصود، وأتمنى على القارئ الكريم أن يمن على كاتب المقال بالنقد البناء لتطوير هذه القائمة لتشمل رواد صناعة الإعلان بشكل أعم وأشمل لمناطق المملكة كافة، ليس فقط في فترات الريادة الأولى، ولكن على مر الزمان.

في الختام، يجدر التوجيه للجميع أن رواد صناعة الإعلان في السعودية يمثلون حجر الزاوية في تطور هذا القطاع الحيوي. لقد لعبوا دورا محوريا في تشكيل المشهد الإعلاني، مبددين التحديات وموفرين فرصا جديدة للأجيال القادمة. إن إنجازاتهم ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل هي جزء من تاريخ اقتصادي وثقافي يعكس تطلعات المملكة. ومن خلال تسليط الضوء على هذه الشخصيات، نأمل أن نُلهم صناع القرار والممارسين في مجال الإعلان ليتخذوا من تجارب هؤلاء الرواد نموذجا يُحتذى به في الابتكار والتطور. إن فهم تاريخ الصناعة وتقدير جهود الرواد يمكن أن يسهما في تعزيز مكانة الإعلان كأداة استراتيجية في تحقيق رؤية 2030م. دعونا نعمل معا على تعزيز واستدامة ثقافة الإبداع والابتكار في الإعلان، ونسعى لبناء مستقبل يليق بطموحات المملكة ويعكس تراثها الغني على الدوام.

أخبار ذات صلة

0 تعليق