الإنترنت جعل الشبكات «ذكية» - بلد نيوز

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإنترنت جعل الشبكات «ذكية» - بلد نيوز, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 12:18 صباحاً

يشهد قطاع الطاقة تحولا جذريا بفضل تبني تقنيات إنترنت الأشياء (IoT)، حيث لم تعد هذه التقنية مجرد مفهوم نظري، بل أصبحت واقعا ملموسا يعيد تشكيل كيفية توليد الطاقة ونقلها وتوزيعها واستهلاكها. تساهم تطبيقات إنترنت الأشياء في بناء ما يعرف بالشبكات الذكية، التي تتميز بكفاءة أعلى، وموثوقية أكبر، وأمان معزز، واستدامة أشمل. أي أن الشبكات كانت في السابق (ليست ذكية) وبعد تعلمها على استخدام الإنترنت كحال باقي البشر، أصبحت ذكية.

أحد أبرز تطبيقات إنترنت الأشياء في أنظمة الطاقة يتمثل في العدادات الذكية. فبدلا من العدادات التقليدية التي تتطلب قراءات يدوية دورية، توفر العدادات الذكية المزودة بقدرات إنترنت الأشياء بيانات تفصيلية وفورية عن استهلاك الكهرباء. يمكن للمستهلكين تتبع أنماط استهلاكهم بشكل دقيق واتخاذ قرارات مستنيرة لترشيد الاستهلاك، بينما تستطيع شركات الكهرباء قراءة العدادات عن بعد، وتوصيل أو فصل الخدمات، وإجراء التشخيصات عن بعد، مما يقلل التكاليف التشغيلية ويحسن أوقات الاستجابة. وقد أظهرت دراسات أن استخدام العدادات الذكية يمكن أن يساهم في خفض استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 5% إلى 15% من خلال توفير رؤية واضحة للمستهلكين حول استخدامهم للطاقة.

علاوة على ذلك، تلعب إنترنت الأشياء دورا حيويا في مراقبة الشبكات والتحكم فيها. يتم نشر أجهزة استشعار إنترنت الأشياء على مكونات الشبكة الحيوية مثل المحولات وخطوط النقل والمحطات الفرعية لمراقبة معايير مثل درجة الحرارة والاهتزازات ومستويات الزيت والتفريغ الجزئي. هذه البيانات تسمح بإجراء صيانة تنبؤية، مما يمنع الأعطال ويطيل عمر المعدات. كما تمكن هذه التقنية من الكشف السريع عن الأعطال وعزل المناطق المتأثرة آليا، وتسريع عملية استعادة التيار الكهربائي. وتشير تقارير إلى أن أنظمة المراقبة الذكية القائمة على إنترنت الأشياء يمكن أن تقلل من وقت انقطاع التيار الكهربائي بنسبة تصل إلى 30%.

يعد دمج مصادر الطاقة المتجددة تحديا رئيسيا للشبكات التقليدية، وهنا يأتي دور إنترنت الأشياء لتقديم حلول مبتكرة. تراقب أجهزة إنترنت الأشياء أداء مصادر الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، وتحسن إنتاجها، وتتنبأ بالمشكلات المحتملة. كما تسهل التكامل السلس لهذه المصادر الموزعة في الشبكة من خلال توفير بيانات فورية عن إنتاجها وتمكين تحكم أفضل. وفي المملكة العربية السعودية، التي نستهدف إنتاج 50% من طاقتنا من مصادر متجددة بحلول عام 2030 ضمن رؤية 2030، تعتبر تقنيات إنترنت الأشياء ضرورية لتحقيق هذا الهدف الطموح من خلال إدارة وتقييم أداء مشاريع الطاقة الشمسية والرياح الضخمة.

تمتد تطبيقات إنترنت الأشياء لتشمل محطات التحويل الذكية، حيث تمكن من أتمتة العديد من الوظائف داخل المحطات، مثل عمليات التبديل وأنظمة الحماية واكتساب البيانات. كما يمكن للمشغلين مراقبة والتحكم في معدات المحطات عن بعد، مما يحسن السلامة ويقلل الحاجة إلى وجود موظفين في الموقع.

على الرغم من الفوائد الهائلة، تواجه عملية تبني إنترنت الأشياء في أنظمة الطاقة بعض التحديات، مثل مخاطر الأمن السيبراني وإدارة وتحليل الكميات الهائلة من البيانات وضمان التشغيل البيني بين الأجهزة والأنظمة المختلفة. ومع ذلك، فإن المزايا المحتملة من حيث الكفاءة والموثوقية والاستدامة تجعل من إنترنت الأشياء أداة لا غنى عنها في تطوير شبكات طاقة المستقبل. ومع استمرار التقدم التكنولوجي وانخفاض التكاليف، من المتوقع أن يشهد قطاع الطاقة تبنيا واسع النطاق لتطبيقات إنترنت الأشياء، مما يمهد الطريق لشبكات أكثر ذكاء ومرونة واستدامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق