كتب رئيس «الشاباك» رونين بار في رسالة نشرت الجمعة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب منه الإدلاء برأي يتيح تأجيل مثوله أمام المحكمة بتهمة الفساد، وحاول تحويل الجهاز الأمني إلى «شرطة سرية»، وهو ما نفاه نتنياهو الذي عزا إقالته إلى ما وصفه بـ «أدائه الفاشل» في السابع من أكتوبر.

- تعطل محاكمة نتنياهو

واتهم بار في رسالته التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية نتنياهو بإقالته من الجهاز الأمني، بعد رفضه الامتثال لطلبات حساسة منه تضمنت التدخل في صلاحيات جهاز الشاباك ضد مواطنين إسرائيليين، وتقديم رأي يهدف إلى تعطيل سير شهادته في محاكمته الجنائية.
وكتب بار في الرسالة الموجهة إلى المحكمة العليا بهدف الطعن بإقالته من جانب الحكومة والتي نشرتها المدعية العامة للدولة «خلال تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، طلب مني رئيس الوزراء مراراً الإدلاء برأي أمني يقول: إن الظروف الأمنية لا تتيح انعقاداً مستمراً لجلسات محاكمته جنائياً رفضتُ. رئيس الشاباك ليس وصياً شخصياً».

تحقيقات جنائية

وتابع بار: «كانت هناك حالات اضطررت فيها إلى رفض طلبات رئيس الوزراء، المتعلقة بممارسة صلاحيات الجهاز تجاه المواطنين. هذا الضغط غير مقبول، ولست مستعداً للتعاون معه». وأوضح أنه مستعد لتقديم تفاصيل الأحداث كاملة، خلف أبواب مغلقة أمام قضاة المحكمة العليا.
وأكد رئيس جهاز الشاباك الذي يخوض مع نتنياهو نزاعاً قضائياً بعد إقالته: «إن المضي قدماً في إجراءات الإقالة المتسرعة خلال فترة حساسة، بينما تجري تحقيقات جنائية مع مساعدي رئيس الوزراء، دون اتباع الإجراءات المناسبة وتفصيل الاتهامات، ودون منحهم فرصة عادلة للرد على الاتهامات، تعني نقل رسالة واضحة إلى سلسلة القيادة بأكملها في جهاز الشاباك، بما في ذلك إلى رؤساء الجهاز التاليين - أنه إذا لم يعد له أي قيمة في نظر القيادة السياسية، فإن إقالتهم ستكون على الفور على جدول الأعمال».

- شرطة سرية

واتهم بار نتنياهو بمحاولة تحويل الشاباك إلى «شرطة سرية»، معتبراً أن إقالته ستوجه رسالة إلى جميع رؤساء الجهاز الأمني مستقبلاً، أنه في حالة خلافهم مع القيادة السياسية، فإن فصلهم سيكون على الفور على جدول الأعمال.
وعدد بار في في ختام رسالته إلى المحكمة العدل العليا، الأسباب التي يعتقد أنها أدت إلى إقالته: الموافقة الأمنية على شهادة نتنياهو في محاكمته الجنائية، ورسالة رئيس الشاباك إلى وزراء الحكومة بشأن الحاجة إلى لجنة تحقيق رسمية، وعرض تحقيق الشاباك، الذي أثار أيضاً إخفاقات المستوى السياسي إلى جانب إخفاقات الجهاز.

- نتنياهو يرد: بيان بار مليء بالكذب

لكن مكتب نتنياهو سرعات ما رد على اتهامات رئيس الشاباك، معتبراً أن بيانه مليء بالأكاذيب. وقال: «بيان بار مليء بالكذب والادعاء بأن نتنياهو طلب منه استخدام صلاحيات الجهاز بشكل غير لائق لم يحدث».
وأكد مكتب نتنياهو أن إقالة بار جاءت بعد انعدام الثقة به من قبل رئيس الوزراء وجميع أعضاء الحكومة وذلك بعد «أدائه الفاشل في السابع من أكتوبر، حيث فشل في إبلاغ القيادة السياسية»، وكذلك من «سلسلة من الأحداث الإضافية التي أضرت بالثقة المهنية به».