يعود الفريق الأول لكرة القدم في نادي الشارقة إلى أجواء المباريات بسرعة عندما يلعب اليوم الجمعة مع ضيفه النصر في ختام الجولة 21 من دوري أدنوك، وذلك بعد 3 أيام من خوضه لقاء التعاون السعودي الذي تأهل بموجبه إلى نهائي دوري أبطال آسيا 2.

وبدأ الروماني كوزمين أولاريو بسرعة في إعداد فريقه لمباراة النصر التي ستكون صعبة ومهمة في تحديد مسار «الملك» في منافسات الدوري، ومعرفة ما إذا كان سيستمر منافساً لشباب الأهلي على الصدارة، لاسيما أن الفارق بينهما الآن 11 نقطة مع لعب الشارقة مباراتين أقل.

كان لافتاً أن كوزمين بدا هادئاً على غير عاداته في مثل هذا الضغط الكبير من المباريات، ووجود فارق ثلاثة أيام فقط بين مباراة وأخرى، وهو ما يعكس الحالة التي يعيشها حالياً، حيث إن الهدف الأساسي هو قيادة الشارقة إلى لقبي كؤوس على الأقل، حين يواجه «الملك» منافسه شباب الأهلي في نهائي كأس رئيس الدولة في 9 مايو القادم ثم ليون سيتي السنغافوري في 18 منه في نهائي دوري أبطال آسيا.

ويحلم المدرب الروماني الذي تحول إلى «نيو كوزمين»، أو كوزمين جديد، بخاتمة مميزة لمسيرته مع الشارقة التي بدأت منذ 2021، حيث لا يخفى على أحد أنه المطلوب رقم 1 لتدريب منتخب الإمارات، وأكدت مصادر مطلعة أن كوزمين واتحاد كرة القدم يضعان التفاصيل الأخيرة قبل توقيع العقد بينهما، لاسيما أن المفاوضات دخلت حالياً الاتفاق على الجانب المالي فقط.

أجواء رائعة

هذا الطموح بتحقيق إنجاز كبير لدى المدرب الروماني لمسه «الخليج الرياضي» عندما عاش بعض تفاصيل تحضيرات «الملك» لمباراته مع التعاون السعودي في إياب نصف نهائي دوري الأبطال.

ضمن مشاهدات «الخليج الرياضي» قبل الموقعة الآسيوية، التعامل الإداري المميز في تحضير الفريق، ولقد شارك عيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة في هذا الجانب، مكملاً لعمل الإدارة المعنوي برئاسة خالد عيسى المدفع.

ومن أسرار قبل اللقاء أن الزميل علي الكلباني مراسل قناة الشارقة الرياضية قال لعيسى هلال إنه يجب أن يصرح، لأنه في أي مباراة تحدث فيها للقناة في مختلف المناسبات كان الفوز من نصيب الشارقة، فجاء رد رئيس مجلس الشارقة الرياضي: «مادام ربطت حديثي بالفوز سوف أتحدث».

أما كوزمين فكان حالة خاصة و«أستاذ» في العمل النفسي وتحضير اللاعبين ذهنياً، وبعد محاضرة طويلة قبل يوم من المباراة للاعبين، انفرد المدرب الروماني بالمهاجم عثمان كمارا وتحدث إليه بلهجة حازمة ومشجعة، لاسيما أنه عانى في الفترة الأخيرة من تراجع مستواه، والمفارقة أن كمارا كان هو صاحب الفضل الكبير في تأهل الشارقة إلى نهائي آسيا بعدما سجل هدف التقدم 1-0 في الدقيقة 90+4.

احتفالية غير مسبوقة

وبعد المباراة سأل «الخليج الرياضي» كوزمين عن فحوى حديثه مع كمارا، ليرد: «أنا تحدثت كثيراً مع كل اللاعبين، ولكن صدقوني لا أتذكر ماذا قلت لكل لاعب قبل المباراة، وإذا كان عمرك 60 سنة فأنت كمدرب يصبح عمرك الحقيقي 70 سنة مع العمل ضغط العمل».

وكشف كوزمين: لأول مرة أحتفل بهذه الطريقة بعد تسجيل فراس بالعربي هدف التأهل، لقد ركضت مع اللاعبين داخل الملعب ولكن لم أكمل الركض لأني أعاني من إصابة في قدمي (وأخذت ابرة) قبل المباراة، ولكن كان من الطبيعي ان احتفل، وعلى المستوى الشخصي الوصول إلى هذا النهائي يعني لي الكثير، والكثير جداً.

أول الواصلين

كان أول الواصلين للملعب للحصة التدريبية الأخيرة قبل لقاء التعاون الثلاثي الصربي داركو وديفيد وماورو كاتانيتش ومن بعدهم حضر كوزمين وقبله بدقائق وصل خالد المدفع رئيس مجلس الإدارة وجلس الى جوار عيسى هلال وبعد أن تجاذب كوزمين أطراف الحديث مع عيسى هلال وخالد المدفع ركض بسرعة وهو يضحك، ولم يعرف ماذا دار بينهما من حديث.

ومن المشاهدات خلال المباراة أمام التعاون أن كوزمين استدعي اللاعب الهولندي كونراد كي يشارك في الدقيقة 70 ورغم استعداد اللاعب للدخول إلا انه عاد لمواصلة عمليات الإحماء مرة أخرى، وغير كوزمين رأيه وأشرك فراس بالعربي وبيرو ومن بعدهما عبد الباسط بدلاء للوان وماجد حسن وديفيد، وفي الدقيقة 82 قام باستدعاء كونراد مرة أخرى، وكان مؤثراً بعد دخوله، حيث تحول كايو لصانع لعب وأبدع في ذلك، وساهم كونراد بنسبة كبيرة في الهدف الأول بعد ان ارتدت رأسيته من أحضان عبد القدوس حارس التعاون ليكملها كمارا مسجلاً الهدف الأول.

أيضاً من الكواليس موجة البكاء والاحزان التي سيطرت على لاعبي التعاون عقب نهاية المباراة، ولكن حصل التعاون على إعجاب واحترام الجميع نظراً للأداء البطولي والمستوى المميز ل«سكري القصيم» الجميل في كل شيء أداء ومظهراً ومستوى وتعاملاً في الملعب وخارج الملعب، حتى أن لاعبيه تمنوا بعد خروجهم إحراز الشارقة للقب، كونه يمثل منطقة الخليج في النهائي الآسيوي.

أيضاً من الملاحظات ان الهتاف المفضل لزوجات وأسر اللاعبين وأقاربهم هو (أوووو شرجاوي...أوووو شرجاوي)، رغم صعوبة نطقه باللغة العربية بالنسبة إليهم، وكانت مباراة الشارقة مع التعاون هي أول مباراة تحضرها زوجة عثمان كمارا من المدرجات.

ويذكر أن كمارا تزوج حديثاً خلال عطلة العيد، أما على مستوى التشجيع والتفاعل فتعتبر زوجة كايو وشقيقها هما الأكثر تفاعلاً على المدرج في كل المباريات.