أكد اللواء الدكتور محمد البكري، الخبير الأمني والإستراتيجي، أن بيئة السوشيال ميديا أصبحت اليوم حاضنة خصبة لتداول الشائعات والأكاذيب، بعدما تحولت إلى منصة مباشرة وفورية لنشر المعلومات، دون ضوابط أو تحقق من مصادرها.

وأشار خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم،  إلى أن ما كنا نطلق عليه سابقًا "الصحافة الصفراء" تطور اليوم إلى ما هو أخطر، حيث بات بإمكان أي شخص نشر محتوى مباشر لحظي، ليصل فورًا إلى آلاف المتابعين، مشددًا على أن انتشار هذه الظاهرة ساهم بشكل كبير في تسهيل تداول الإشاعات وتوجيه الرأي العام.

وأوضح البكري أن بعض الشركات العاملة في مجال تحليل البيانات على الإنترنت، وخاصة المرتبطة بمنصات مثل "فيسبوك"، تقوم بتتبع السلوك الرقمي للمستخدمين في كل منطقة جغرافية، وتحلل اهتمامهم ورغباتهم، ثم توجه إليهم المحتوى أو الرسائل المستهدفة التي قد تحمل أبعادًا سياسية أو تضليلية.

وأضاف أن هذه الشركات باتت تملك أدوات دقيقة تلتقط حتى الأفكار المسبقة التي تدور في ذهن المستخدم، مشيرًا إلى أنه "إذا كنت تفكر فقط في شراء سيارة أو تبحث عن سيراميك، ستظهر لك الإعلانات فورًا دون أن تنطق بها، ما يوضح حجم الترابط بين أنشطتك الرقمية وما يصلك من محتوى".

وفي السياق السياسي، أشار اللواء البكري إلى أن ما يُروّج من اتهامات لمصر بشأن القضية الفلسطينية، والتشكيك في موقفها الإنساني، هو تشويه ممنهج وغير منطقي، مؤكدًا أن 80% من الأعباء الاقتصادية التي تواجهها مصر حاليًا تعود إلى انحيازها الثابت للقضية الفلسطينية.

وقال: "لو كانت مصر فتحت حدودها أو تخلّت عن موقفها القومي، لكان الدولار اليوم يساوي 7 جنيهات، ولقبلت مئات المليارات المعروضة عليها، لكنها رفضت، لأن المبدأ أهم من المكاسب المؤقتة".

وأوضح أن جماعة الإخوان سبق وأن بدأت مفاوضات مع قوى خارجية مقابل 8 مليارات دولار فقط، وقبضوا الثمن بالفعل، بينما الدولة المصرية رفضت عروضًا تجاوزت 200 مليار دولار حفاظًا على ثوابتها الوطنية.