قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن زيارة المدينة المنورة ليست مجرد رحلة عابرة، بل هي زيارة لحرم النبي صلى الله عليه وسلم، ومكان مضجعه ومهاجره، ولها من الخصوصية والقدسية ما يُوجب على الزائر أن يتحلى بمجموعة من الآداب التي بيّنها النبي الكريم بنفسه.

وأضاف خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: "قال صلى الله عليه وسلم: لكل نبي حرم، وحرم محمد المدينة، وهذا الحديث الشريف يُبرز أن المدينة ليست كأي بقعة في الأرض، بل هي حُرمة نبوية ينبغي أن تُصان وتُوقَّر".

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بحفظ حرمة جيرانه، حيث قال: "وحق على أمتي حفظ جيراني."، مؤكدًا أن من أساء إلى أهل المدينة أو أزعجهم فقد آذى النبي نفسه، بل قال صلى الله عليه وسلم: "من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي".

وأوضح أن من الآداب النبوية المهمة عدم إيواء من يُحدث الفساد في المدينة، وعدم جمع اللُقطة إلا لتعريفها، وعدم استخدام طرقاتها أو ساحاتها لقضاء الحاجة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤوى فيها محدث، ولا يُختلى خلاها، ولا يُعضد شوكها، ولا تُؤخذ لقطتها".

وتابع: "الصبر على حرارة المدينة وشدتها له أجر عظيم، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة، فمن يصبر على مشقتها، ينال الشفاعة في أعظم يوم".

ووجه رسالة قائلاً: "لكل زائر للمدينة المنورة، تذكر دائمًا أنك في مدينة الحبيب المصطفى، ومع جيرانه، فاحرص على حسن الأدب، وأكثر من الصلاة والسلام عليه، فهي المدينة التي صلى فيها الله وملائكته على نبيه، وأمر عباده بالصلاة عليه وتسليمه".