أكد الدكتور سيد قزامل، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن مبدأ "لا يُكلِّف الله نفسًا إلا وُسعها" يمثل قاعدة راسخة في الشريعة الإسلامية تُجسِّد يسر هذا الدين ورحمته بالعباد، موضحًا أن التكاليف الشرعية من صلاة وصيام وحج وغيرها، وإن تضمن بعضها مشقة، فإنها تبقى في حدود الطاقة والقدرة الإنسانية.
اقرا ايضا ..عالم أزهري يُحذّر من تجاوز المواقيت قبل نية الحج
وأشارالدكتور سيد قزامل ، خلال حوار مع الإعلامي شريف فؤاد، ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء إلى أن المشقة التي قد يواجهها البعض في بعض الفروض لا تخرج عن إطار الاحتمال والوسع، وأن الله سبحانه وتعالى فتح باب الرخص الشرعية للتيسير على المكلّفين، مثل الرخصة للمريض في الفطر، والمسافر في القصر، والعاجز في الصلاة جالسًا، بل وعلى جنب إن اقتضى الحال، مستشهدًا بقوله تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم"، وبقوله ﷺ: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم".
وفي سياق فريضة الحج، شدد على أن التشريع الإسلامي لم يفرض الحج إلا مرة واحدة في العمر، وعلى القادر المستطيع فقط، معتبرًا أن هذا من أعظم مظاهر التيسير، موضحا أن مفهوم الاستطاعة لا يقتصر على الجانب البدني فقط، بل يشمل النفقة الكاملة والظروف القانونية التي تضمن أداء المناسك بسلامة وكرامة، دون تحايل أو مخالفة.
وانتقد لجوء بعض الأفراد إلى الحيل أو الوسائل الملتوية لأداء الحج رغم عدم استطاعتهم أو مخالفة الشروط، مؤكدًا أن هذا يدل على عدم الفهم الصحيح للشرع، مشيرًا إلى أن التكليف إنما يكون بالوسع، وأن الفقر أو العجز لا يُعدّان عيبًا ولا يُنقصان من أجر الإنسان أو منزلته عند الله.
ونوه إلى ضرورة التزام الأفراد والجهات المنظمة بضوابط أداء الحج وفق ما تقرره الجهات المختصة، مشددًا على أن هذا الالتزام هو جزء من تطبيق مبدأ اليسر في الشريعة، التي تقوم في جوهرها على الرحمة والتوازن، لا على المشقة والعنت.
0 تعليق